hamodeh32000 * v.i.p *
الجنس : عدد المساهمات : 1264 نقاط : 2897 تقيم العضو : 21 تاريخ التسجيل : 07/05/2009 العمر : 62 الموقع : عمان المزاج : رايق مروق
| موضوع: الاسوار(منقول) الأحد يوليو 05, 2009 9:05 am | |
|
الأســـوار
"الوطنُ حقٌ أصيلٌ لا يُمنَحُ ولا يُمنَع"
ورَجَعتُ أحمـلُ دمعتـي، وعَزائـي أنَّ الـدمـوعَ مطـيَّـةُ البـؤسـاءِ شَجَني، مشـى بـي، كُـلُّ جسمـي نازفٌ وكأنني خطـوٌ مـن الأشـلاءِ رَصَدتْ حنايا الدربِ قسـوةَ رحلتـي فتنهـدتْ مــن شــدةِ الإعـيـاءِ كَمْ ضمَّني جُنـحُ الظـلامِ فأورقـتْ أشجـارُ حُزنـيَ بالأسـى الوضَّـاءِ تَخْضَـلُّ جـدرانُ السـوادِ طهـارةً ويفيـضُ مسـكٌ مُشْـرَبٌ بصـفـاءِ وتَئـنُّ أعمـاقُ السكـونِ لآهـتـي وَجَـدَ السكـونُ لرعشتـي وبكائـي تتـألَّـقُ الآلامُ فــي ليـلـي رؤىً من بهجـةٍ ودُمـىً مـن الأضـواءِ يتبخترُ الحزنُ النبيـلُ علـى دمـي فيحيلُنـي قَبَسـاً علـى الأرجــاءِ ويدوسُني الشـوقُ المبـرِّحُ مُوْقِظـاً فِـيَّ التـرابَ ومُشـعِـلاً أنـوائـي هذي طقوسُ العِشقِ تَهْصُرُ مهجتـي وتُبـارِكُ الثـوراتِ فـي أحشائـي هـذي هُتافـاتُ الجوانـحِ أوْشكـتْ أنْ تمـلأ الدنيـا بــلا استثـنـاءِ سَكِـرَتْ قناديلـي فرنَّحـتِ الدُجـى وتلعْثَـمـتْ خـوفـاً مِــنَ الإدلاءِ ماذا بقلب الضـوِء يكتُمُـه أسـىً؟! النـورُ يفَـضَـحُ سِــرَّهُ بـجـلاءِ ماذا يُكمِّـمُ صـوتَ معراجـي هنـا مـاذا يُكبِّـلُ صـهـوةَ الإسِــراءِ تعبتْ حروفُ الياسمينِ علـى فمـي وتعبتُ من بَوْحـي علـى استحيـاءِ هـذي بثينـةُ مَأزِقـي وقضيـتـي ولهاثُ أعصابـي، وركـضُ دمائـي ترنـو مـن السُّـورِ البعيـدِ لعلهـا تحظـى بمـا ترجـوه مـن أنبـاءِ ووصلتُ عند السُّـورِ دمعـةَ لاجـئٍ خيماتُـهُ اهتـرأتْ مــع الأنــواءِ ومُنِعتُ مُلكيَ والرجالَ ومـا انطـوى تحت الضفائِرِ مِـنْ عطـورِ نسائـي وذؤابـةَ الأطفـالِ دَلَّلهـا الـهـوى فتمايلـتْ طَرَبَـاً مــع الإطــراءِ وشـوارعَ الفـلِّ امتطـى حيطانَهـا عَبَـقٌ يراقصُهـا عـلـى خُـيَـلاءِ وحُرمِتُ حتى نسمـةَ الفجـرِ التـي كانـت تقيـمُ صلاتَـهـا بفِنـائـي إنِّي على الأبـوابِ أحمـلُ خيمتـي يَئسَـتْ بـلادُ اللهِ مــن إغـوائـي السُّكَّرُ الفتـاكُ والشِّرْيـانُ والـضـ غـطُ المُعَرْبِـدُ خابَـروا أعـدائـي وتآمـرتْ ضـدي مواجِـعُ مهجتـي وَوَشَـتْ عيونـي فـيَّ بالإيـحـاءِ وأنا على الأبوابِ أطرقُ صاحَ بـي صـوتٌ كسُـمِّ الحـيِّـة الرقـطـاءِ مَنْ أنتَ؟ قلتُ أنا الندى وأنا الترا... ..بُ الحـرُّ، والرئتـانِ للأحـيـاءِ وأنـا نشيـدُ الحُـبِّ والأمـلُ الـذي قـد طـرَّزَ الأشـجـارَ بالأفـيـاءِ وأنا القصيدةُ والكتـابُ ومـا حـوتْ لغةُ العروبـةِ مـن حـروفِ هجـاءِ مَنْ أنتَ؟ صاحَ "بلهجةِ القبـوِ" التـي فاحتْ كطَعْمِ المـوتِ فـي الأجـواءِ مَنْ أنتَ؟ قلتُ أنا الذي حَمَلَ الجـراحَ مكـابـراً ومصـابـراً بـشـقـاءِ مـا كنـتُ إلاَّ شـاعـراً ومعلِّـمـاً ومطبِّبـاً فـي مبضعـي ودوائــي مَنْ أنتَ؟ صـاح كأنَّـهُ مَلَـكَ الدُّنـا وأنـا!! بمملكتـي وفـي أشيـائـي داري وأشجـاري ومخبـأُ أَنْجُـمـي وكنـوزُ أجـدادي أتــتْ لِلقـائـي وأبـى وأنكـرَ ثـم زمجـرَ سائـلاً مَنْ أنـتَ؟! قـالَ بلهجـةِ استهـزاءِ فضحكتُ .. قلتُ أنا الأسى يمشي وأن تَ البلسـمُ الشافـي لـكـلِّ بــلاءِ افتحْ ! فإنَّ البابَ كـلَّ علـى يـدي مَنْ أنتَ ؟ صـاحَ ولـمْ أُتِـمَّ ندائـي مَنْ أنتَ ؟ صاحَ! أجبتُهُ بلْ أنتَ منْ؟ ونهضتُ مثلَ الرُّمـحِ فـي الهيجـاءِ ووضعتُ فوق الجرحِ ملحـاً كاويـاً ورميتُ في وجـهِ الحقـودِ حذائـي أغلقْ على الأحقادِ مُلـكَ بنـي أبـي وامنعْ صدى صوتـي عـن الأبنـاءِ زَوِّرْ تواريخـي وفـخـذَ قبيلـتـي واطمـسْ قـلاعَ العـزِّ مـن آبائـي واحذفْ مِنَ القاموس، شِعِّري خُلِّـدَتْ آياتُـهُ فــي سُــورةِ الشُّـعَـراءِ واكتبْ على الأبوابِ، اسمـيَ خالـدٌ تتوالـدُ الأسمـاءُ مــن أسمـائـي أنـا خـارجَ الأسـوارِ إلا أنـنـي أنـا داخـلَ الدنيـا وأنـتَ النائـي إني انتصرتُ عليكَ، شـدوي شاهـدٌ والناسُ خلفَ السُّـورِ فـي إصغـاءِ مُتْ أنتَ، إني قـد وُلِـدتُ بطعنتـي شـكـراً إذن! للطعـنـةِ النـجـلاءِ شرَفي وإيمانـي وخلجـةُ خاطـري وصهيلُ روحي فـي كُـوى العليـاءِ أبقى وأخلـدُ منـكَ رغـمَ مدامعـي فأنـا بدمـعـي أنـبـلُ الشـهـداءِ
| |
|