hamodeh32000 * v.i.p *
الجنس : عدد المساهمات : 1264 نقاط : 2897 تقيم العضو : 21 تاريخ التسجيل : 07/05/2009 العمر : 62 الموقع : عمان المزاج : رايق مروق
| موضوع: مفاتيح تدبر القرآن الأحد يوليو 12, 2009 6:41 am | |
| وبعد:
فإن الوسيلة الأولى لإصلاح النفس وتزكية القلب والوقاية من المشكلات وعلاجها هي العلم، ووسيلته الأولى القراءة والكتابة، لذلك نجد أن الله تعالى لما أراد هداية الخلق وإخراجهم من الظلمات إلى النور أنزل إليهم كتاباً يقرأ، وفي أول سورة نزلت منه بدأت بكلمة عظيمة هي مفتاح الإصلاح لكل الناس مهما اختلفت الأزمان وتباينت البلدان، إنها (اقرأ) وعليه فمن أراد النجاح وأراد الزكاة والصلاح فلا طريق له سوى الوحيين: القرآن والسنة، قراءة وحفظاً وتعلماً.
معنى تدبر القرآن:
هو التفكر والتأمل لآيات القرآن من أجل فهمه، وإدراك معانيه، وحكمه والمراد منه. علامات التدبر:
1- اجتماع القلب والفكر حين القراءة، ودليله التوقف تعجباً وتعظيماً.
2- البكاء من خشية الله. - زيادة الخشوع.
4- زيادة الإيمان، ودليله التكرار العفوي للآيات.
5- الفرح والاستبشار.
6- القشعريرة خوفاً من الله تعالى.
7- السجود تعظيماً لله - عز وجل - فم وجد واحدة من هذه الصفات أو أكثر، فقد وصل إلى حالة التدبر والتفكر، أما من لم يحصل أيا من هذه العلامات فهو محروم من تدبر القرآن، ولم يصل بعد إلى شيء من كنوزه وذخائره.
مفاتح تدبر القرآن
المفتاح الأول: حب القرآن
الوجه الأول: إن القلب هو آله الفهم والعقل، قال تعالى {إِنَّا جَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَن يَفْقَهُوهُ وَفِي آذَانِهِمْ وَقْرًا} وقوله تعالى {أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ}. وليس هذا مقام بسط هذه المسألة وتأصيلها، وإنما المقصود التذكير بأن القلب آلة الفهم والعقل والإدراك ومن ذلك فهم القرآن وتدبره.
الوجه الثاني: القلب بيد الله وحده لا شريك له، يفتحه متى شاء ويغلقه متى شاء، بحكمته وعلمه سبحانه، قال الله تعالى {وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ} وقد جعل لذلك أسباباً ووسائل، من سلكها وفق ومن تخلف عنها خذل.
المفتاح الثاني: أهداف قراءة القرآن
قراءة القرآن يجتمع فيها خمس مقاصد ونيات كلها عظيمة وكل واحدة منها كافية لأن تدفع المسلم ليسارع إلى قراءة القرآن، ويكثر الاشتغال به وصحبته.
الهدف الأول: قراءة القرآن لأجل العلم: قال الله عز وجل {كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ}.
الهدف الثاني : قراءة القرآن بقصد العمل به.
قال علي بن أبي طالب - رضي الله عنه -: يا حملة القرآن أو يا حملة العلم، اعملوا به فإنما العالم من عمل بما علم، ووافق عمله علمه، وسيكون أقوام يحملون العلم لا يجاوز تراقيهم، يخالف عملهم علمهم وتخالف سريرتهم علانيتهم، يجلسون حلقاً يباهي بعضهم بعضا، حتى إن الرجل ليغضب على جليسه أن يجلس إلى غيره ويدعه، أولئك لا تصعد أعمالهم تلك في مجالسهم إلى الله تعالى.
الهدف الثالث: قراءة القرآن بقصد مناجاة الله: عن فضالة بن عبيد رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم( لله أشد أذنا إلى الرجل حسن الصوت بالقرآن يجهر به من صاحب القينة إلى قينته) سنن ابن ماجه.
الهدف الرابع: قراءة القرآن بقصد الثواب: عن زيد بن أرقم - رضي الله عنه قال -: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم - ألا إني تارك فيكم ثقلين: أحدهما كتاب الله عز وجل، هو حبل الله، ومن اتبعه كان على الهدى ومن تركه كان على ضلالة) صحيح مسلم.
الهدف الخامس: قراءة القرآن بقصد الاستشفاء به: قال تعالى {يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءتْكُم مَّوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَشِفَاء لِّمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِين}.
المفتاح الثالث: القيام بالقرآن إن هذا المفتاح من أهم مفاتح تدبر القرآن، وأعظمها شأنا، وقد ورد عدد من النصوص تؤكد أهميته، من ذلك قوله تعالى {وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَّكَ عَسَى أَن يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَّحْمُودًا}. فإن اجتماع القرآن مع الصلاة ينتج عنه ماء حياة القلب وصحته وقوته، عن عبد الله بن عمرو - رضي الله عنهما - عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: "من قام بعشر آيات لم يكتب من الغافلين ومن قام بمئة آية كتب من القانتين ومن قام بألف آية كتب من المقنطرين" صحيح ابن حبان.
المفتاح الرابع: أن تكون القراءة في ليل
إن الليل وخاصة أوقات السحر من أفضل الأوقات للتذكر، فالذاكرة تكون في أعلى مستوى بسبب الهدوء والصفاء، وبسبب بركة الوقت، حيث النزول الإلهي وفتح أبواب السماء.. إن القراءة للقلب مثل السقي للنبات، فالسقي لا يكون في حر الشمس فإن هذا يضعف أثره، خاصة مع قلة الماء فإنه يتبخر وكذلك قراءة القرآن إذا كانت قليلة، وكانت في وقت الضجيج والمشغلات، فإن ما يرد على القلب من المعاني تبخر ولا يؤثر به، وهذا يجيب على تساؤل البعض إذ يقول: إني أكثر قراءة القرآن لكن لا أتأثر به؟ فإذا سألته: متى تقرأ القرآن؟ تبين أن كل قراءته في النهار وفي وقت الضجيج وبشيء من المكابدة لحصول التركيز فكيف سيتأثر.
المفتاح الخامس: التكرار الأسبوعي للقرآن أو بعضه
القرآن أنزل ليعمل به، ووسيلة العمل به العلم به أولا، وهو يحصل بقراءته وتدبره، وكلما تقاربت أوقات القراءة وكلما كثر التكرار كان أقوى في رسوخ معاني القرآن الكريم.
المفتاح السادس: أن تكون القراءة حفظا
أهمية هذا المفتاح أهمية عظيمة: فمثل حافظ القرآن وغير الحافظ، كمثل اثنين في سفر.
الأول: زاده التمر، والثاني: زاده الدقيق، فالأول يأكل متى شاء وهو على راحلته، والثاني لا بد له من نزول وعجن وإيقاد نار وخبز، وانتظار نضج فأيهم تحبين أن تكوني.
المفتاح: السابع تكرار الآيات
إن الهدف من التكرار هو التوقف لاستحضار المعاني، وكلما كثر التكرار كلما زادت المعاني التي تفهم من النص، والتكرار أيضا قد يحصل لا إرادياً تعظيماً أو إعجاباً بما قرأ.
المفتاح الثامن: ربط الألفاظ بالمعاني
إن إدراك ووعي الناس لآيات القرآن يتفاوت تفاوتاً كبيراً مع أن الآية هي الآية يقرأها هذا ويقرأها هذا، وإن ما بينهما في عمق فهم الآية أو الجملة كما بين المشرقين.
المفتاح التاسع: الترتيل
الترتيل يعني الترسل والتمهل، ومن ذلك مراعاة المقاطع والمبادئ وتمام المعنى، بحيث يكون القارئ متفكراً فيما يقرآ، قال الحسن البصري - رحمه الله- يا ابن آدم كيف يرق قلبك وهمتك آخر السورة).
المفتاح العاشر: الجهر بالقراءة
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم – قال:" ليس منا من لم يتغن بالقرآن يجهر به".
الخاتمة:
إن البعض منا يريد أن يتدبر القرآن، ويتأثر به وهو لم يهيئ الأسباب والوسائل المساعدة على فهمه وفقهه، حتى أدنى درجات التركيز والهدوء لا يوجدها حين قراءته للقرآن لماذا؟ لأنه قصر همته على نطاق الألفاظ، وما يحصل من حسنات مقابل ذلك.
إن من يطبق هذه المفاتيح العشرة فسيرى بأم قلبه نور القرآن، ويصبح من أولياء الله الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون الذين مدحهم الله بقوله{...إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُ الرَّحْمَن خَرُّوا سُجَّدًا وَبُكِيًّا} . | |
|