وجد باحثون أن تفعيل الدهون البنية في الجسم قد يزيل نحو أربعة كيلوغرامات أو أكثر من الدهون البيضاء الضارة سنويا، دون حاجة إلى تناول طعام أقل أو ممارسة نشاط بدني أكثر.
وحتى وقت قريب ظن العلماء أن الراشدين ليس لديهم دهون بنية، واعتقدوا أنها موجودة لدى الصغار فقط لمساعدتهم في الاحتفاظ بدفء أجسامهم، وأنها تذهب عندما يصبح الجسم عضليا أكثر.
لكن ثلاث دراسات جديدة، نشرت مؤخرًا بدورية "يوإنغلند" الطبية، أظهرت أن أكثر من نصف الراشدين بأجسامهم دهون بنية تكفي لحرق كميات ملموسة من الدهون البيضاء، إذا أمكن تحفيز الدهون البنية.
فقد حللت دراسة فنلندية الدهون البنية لدى خمسة شبان، فبلغت كميتها لدى أحدهم 63 غرامًا. ولو أمكن تفعيل هذه الدهون البنية لاستهلكت طاقة تعادل 4.1 كيلوغرامات من الدهون البيضاء خلال عام, وهو تقدير منخفض لأنه يفترض تفعيل نصف الدهون البنية فقط.
ـ أقرب للعضل:
اكتشف العلماء الدهون البنية لدى الراشدين لأنها عقبة بالنسبة للتصوير بانبعاث البوزترون مقطعيا “PET-CT”، فالدهن البني المفعل يضيء ساطعًا عند التصوير المقطعي، مما يصعب على الأطباء رؤية ما يبحثون عنه. وقد اقترح الفنيون طرقًا عدة لمنع تفعيل الدهن البني، كإعطاء المرضى مثبطات "بيتا".
ولدى دراسة الباحثين لأسرار الدهون البنية، وجدوها أقرب للعضل منها للدهون البيضاء. وأشارت دراسات حديثة إلى إمكانية جعل الجسم ينتج دهونا بنية أكثر.
وتفعل الدهون البنية عند البرد, وقد استغل الباحثون الفنلنديون ذلك، وأجروا تصويرًا مقطعيا للمتطوعين الخمسة بعد قضائهم ساعتين بغرفة شديدة البرودة بملابس خفيفة، وقدمت للمتطوع غاطسة بدلو ماء وثلج بشكل متقطع.
تحرق الدهون البنية المفعّلة الدهون البيضاء كوقود، وهي عملية توليد حرارة غير كفؤة بتاتًا، إذ إنها تستهلك دهونا كثيرة.
وقد أظهرت الدراستان الأخريان -إحداهما هولندية والأخرى أميركية- أن الدهون البنية عند البُدن أقل منها لدى النحيفين، وأنها أقل لدى الرجال من النساء، وأقل لدى المسنين من الشبان، وأقل لدى أصحاب مستويات سكر الدم المرتفعة من أصحاب المستويات العادية.
ـ ارتباط مباشر:
ويلاحظ فرَنسيسكو سيلي، الباحث بمعاهد الصحة القومية الأميركية، بمقال منفصل بنفس الدورية، أن الباحثين وجدوا ارتباطًا مباشرًا بين تفعيل الأنسجة الدهنية البنية وعمليات الأيض (ميتابولزم)، مما يشير لوجود أو غياب الصحة الحسنة.
يُقدّر مؤلفو الدراسة الأميركية أن لدى أكثر من نصف الرجال والنساء الراشدين نحو عشرة غرامات على الأقل من الدهون البنية، في العنق وحده، حيث يسهل اكتشافها.
ولدى تفعيل الدهون البنية بالكامل، يقدر المؤلفون أن 50 غرامًا منها تقابل خُمس الإنفاق الكلي لطاقة الشخص المخزنة، ويفترض أن كل ذلك من حرق الدهون البيضاء وليس السكر.
يخلص جميع الباحثين إلى أن إيجاد سبل لزيادة تفعيل الدهون البنية سيكون له أثر إيجابي على وباء البدانة. وازداد التفاؤل مؤخرًا على جبهة مكافحة البدانة، لدى اكتشاف أن بروتينات الجسم المسماة "بي أم پي7" BMP7، تعزز نمو الدهون البنية، وقد تصبح محور الاهتمام لعلاجات البدانة الجديدة.