إعادة تنزيل موضوع (أمننا الاجتماعي اليوم في أزمة هل نتداركه؟ )

هذا الموضوع هو خطبة جمعة لأخينا الشيخ محمد المفتي قام بتنزيله في المنتدى ولكنه لم ينزل لأنه طويل لم نستطيع تنزيل الموضوع إلا بعد تقسيمه الى جزئين

(وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا بَلَداً آمِناً وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ مَنْ آمَنَ مِنْهُمْ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ قَالَ وَمَنْ كَفَرَ فَأُمَتِّعُهُ قَلِيلاً ثُمَّ أَضْطَرُّهُ إِلَى عَذَابِ النَّارِ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ) نعمة الأمن والأمان من أهم النعم التي أنعم الله بها على الناس. ويُعد الأمن بشكل عام حاجة من الحاجات الأساسية الضرورية الملحة لكل بني البشر, إن الأمن حق من الحقوق الأساسية للإنسان وقد جاء القرآن الكريم ليؤكد على أهمية الأمن فهو هاجس الأفراد والجماعات والدول، تسعى إلى تحقيقه بكل ما تيسر لها من سبل... ان الأردن والحمد لله يُعد واحة امن واستقرار على مستوى المنطقة جميعا, وقد برزت في الآونة الأخيرة بعض المشكلات المتمثلة بانتشار بعض الظواهر الغريبة المستهجنة في مجتمعنا الأردني الطيب والتي تمس الأمن الاجتماعي للأفراد. ولأهمية هذا الموضوع وحساسيته فقد آثرت ان أتحدث فيه في زخم الموضوعات التي تدور في ذهني. خاصة وان كثيرا من وسائل الإعلام قد أخذت في التسابق في نشر مثل هذه الأخبار, كما ان هذه الموضوعات وعبر متابعاتي المتكررة لها وعبر الصحف المختلفة وخاصة الالكترونية منها هي الأكثر قراءة ومتابعة من قبل الناس.هل توحش الناس في الأردن؟ سؤال إجابته تكمن في دراسة وقراءة الواقع من مختلف أبعاده، فالجريمة والاحتيال والسرقة والخطف وزيادة حالات الانتحار والرذيلة والأطفال اللقطاء تنتشر بصورة تصاعدية، إلى جانب تفشي ظاهرة تعاطي المخدرات في المدارس والجامعات.كل ذلك يدفعنا للوقوف على الحالة الأمنية التي غدت تعيشها المملكة في الآونة الأخيرة.لست بصدد إشاعة حالة من الرعب والفزع بينكم ولكن الأرقام تتحدث عن نفسها، رغم أن البعض يحاول التقليل من أهميتها، هذه الأرقام التي ترصد الواقع وتظهر ارتفاع نسب الجريمة في المجتمع المحلي الأردني الذي طالما كان الأمن والاستقرار ميزته.من منا أصبح يأمن على خروج طفله وحيدا من المنزل؟! ومن منا لا يسمع يوميا عن قصص تدمى لها القلوب؟! فهذا الطفل ورد ما زالت المخيلات والتكهنات حول مكان اختفائه تجوب فضاءات المملكة، وذاك يزن طفل صفحته بيضاء عند خالقه، فلم يتجاوز الخامسة من عمره عندما قـُدِّر له أن يغادر هذه الدنيا، تاركا وراءه قصة ستبقى في الذاكرة إلى مدى بعيد.وذاك آخر يـُقتل بلا رحمة، وجثة هناك متعفنة، وأخرى مقطوعة الرأس متفحمة، وطفل يغتصب وفتاة تعتلي قمة بناية في محاولة للانتحار جراء ما تعيشه من ظروف مأساوية.أصحاب الاختصاص في كل مكان يتّفقون على أن ارتفاع نسبة الجريمة بكل أشكالها في ذروتها الآن، بيد أنهم يرجعون أسبابها إلى ما يعتبونه ازدياد الضغط النفسي والمادي عند شعب يعاني إلى حد كبير من قلة الموارد المالية ومن ارتفاع الأسعار وتدني الرواتب!".كما يضيفون أن سبب هذه الحالة يعود أيضا إلى ما وصفوه انهيار الطبقة الوسطى في المجتمع وحدوث تشوهات كبيرة في تركيز الثروة والميل نحو العنف وفقدان حالة الاستقرار والتحول باتجاه التطرف الفكري والديني والانحلال الاجتماعي والانحراف القيمي والأخلاقي.لكن هؤلاء حذروا في الوقت نفسه من أن ازدياد حالة العنف المجتمعي والجريمة المنظمة سيستنزف إمكانيات الوطن والمواطن.الأسباب التي أوردها المختصون في هذا المجال كلها أسباب علمية متفق عليها، لكنها ليست المسوغ الوحيد والشماعة التي يجب أن نعلق عليها تقصيرنا، إذ أن على الجهات المعنية في وزارة الداخلية ووزارة التنمية الاجتماعية ووزارة الأوقاف ومؤسسات التوجيه والتربية والحكومة بشكل عام، عليها الوقوف جديا أمام الحالة التي وصلنا إليها، فمن يقتل هو أخي، ومن يخطف هو ابني، ومن يسرق بيته فهو أنا... المواطن، الذي ينكب ليل نهار على البحث عما يسد جوعه.رسالة نوجهها إلى الجهات المعنية، نقول فيها بكل صراحة، أبعدونا عن شعاراتكم، وأقروا بالحالة الأمنية التي وصلت إليها البلد، لأن ذلك بداية الطريق الصحيح نحو الخروج بحلول لعودة "الاستقرار" للأردن، ساعدونا في إبعاد الخوف عن أبنائنا وأنفسنا. وزارة الداخلية مطالبة برفع مستوى جهدها وأن تواجه الحقائق بإجراءات علاجية تعزز الصالح العام وتعمل لبناء المستقبل الآمن، لا مجرد تمرير الوقت وتذويب العقبات بالتسويف والوعود والتمنيات.إن التقرير الأخير للمركز الوطني لحقوق الإنسان دق ناقوس الخطر الذي يهدد بنية المجتمع الأردني عبر كشفه عن زيادة نسبة الجريمة في العام الماضي، وارتفاع حوادث الانتحار مقارنة مع عام 2007 ، وانتشار المخدرات حيث وصل عدد المدمنين إلى 3500 مدمن.ولفت التقرير إلى زيادة ملحوظة في تواجد مروجي المخدرات على أبواب المدارس والجامعات، مما يؤشر على زيادة انتشارها بين الشباب.وأظهر التقرير ارتفاعا في حوادث القتل، إذ سجل العام 2008 جرائم قتل أكثر من العام 2007.وكانت الحكومة أقرت العام الماضي، وللمرة الأولى، بأن هناك مؤشرات تدل على انتشار مشكلة المخدرات في المجتمع وزيادتها، حيث ضبطت إدارة مكافحة المخدرات والتزييف 2860 قضية، وتعاملت مع 3500 مدمن. عدد النزلاء في مراكز الإصلاح والتأهيل كافة حتى 21/3/2009 بلغ 7651 نزيلا، منهم 1007 بتهمة القتل والشروع في القتل، والسرقات 1728 نزيلا، وقضايا العِرض والشرف 680 نزيلا. عدد الملاهي الليلية والنوادي والبارات في أحياء عمان يزيد عن خمسمئة .. رقم مثير للدهشة..

التطبيع الذي نعانيه ليس التطبيع مع اليهود فقط، بل هو تطبيع الفاحشة والمنكر في مجتمعنا والدعوة إلى التعايش معه، تطبيع الرذيلة بكل صورها وألوانها بحيث تصبح أمراً مفروضاً غير مستهجن ولا مستغرب بل أمراً واقعاً لا مفر منه ولا محيد عنه يفرضه الواقع .هذا نسف للمبادىء الدينية والأخلاقية والأعراف التي قامت عليها ركائز ودستور البلاد. إن كان أصحاب القرار مصرين على التوسع بسياحة المتعة من أجل الاقتصاد فلم لا يتركوا لنا مشاعرنا في منأى عن هذه الفلسفة الممجوجة؟ ما شأن "مكة المكرمة" و"المدينة المنورة" باللهو والتفسخ الأخلاقي؟ هذه السياحة التي هي إله يعبد من دون الله ، من أجل النمو الاقتصادي نضحي بأخلاق شبابنا وأخلاق شاباتنا نستقدم السائحات العاهرات ونظن أن هذا يرقى باقتصاد السياحة في بلادنا. نحن لا نملك أن نغلق هذه الأماكن ، فيبدو أنها جزء من عولمة عمان وفلسفة اللهاث وراء الثقافة الغربية ، هل يراد إدخال الشعب في أزمة أخلاقية ودينية بعد أزمته الإقتصادية والاجتماعية والسياسية. ضاربين عرض الحائط بقيمنا الدينية وهويتنا الإسلامية. من حقنا أن نحافظ على بقية مما بقي من تقديس لمصطلحات وأماكن تحظى باحترام ملايين المسلمين ، وليس من الذوق أن تقترن هذه الأماكن بتلك السمعة أو التلوث الأخلاقي، تبدو المطالبة متواضعة ، ولكنها جزء من أضعف الإيمان ، أما أقواه فلا نريد أن نتركه لمن يعتقدون أنهم مكلفون بتغيير "المنكر" بأيديهم .إن السبب في ازدياد نسبة الجريمة في الأردن يعود للأوضاع الاقتصادية التي يعاني منها المواطن، لدى المجتمع الأردني نسبة عالية من الفقر والبطالة. الإسلام كان وما يزال يتحدث عن الفقر ومعالجته٬ متى تشرع الدولة النظام الإسلامي المغيب فريضة الزكاة التي ستؤدي حتما إلى روح تعاونية بين المجتمع وإلى استقراره وأمنه وانضباطه"..يجب التأكيد على التربية والتوجيه الديني وغرس القيم والمفاهيم الدينية لأنه في حال ضاقت الأوضاع الاقتصادية على المواطن فإنه قد يلجأ إلى الجريمة والانحراف. الأسرة لم تعد تقم بواجبها الحقيقي في تربية أبنائها بعد انشغال كل من الأب والأم في البحث عن لقمة العيش جراء الظروف الاقتصادية. بعض الآباء ينشغلون ليحصلوا دخلاً إضافياً فيهملون أولادهم وقد لا تستطيع زوجته أن تضبط أولادها ، فجاء بمبلغ ، لكنه ضيع أولاده ، وعند علماء النفس لا يعد النجاح كاملاً أن تنجح في عملك وأن تخسر أسرتك. هذا ليس نجاحاً. ليس نجاحاً أن تنجح في عملك وأن تخسر دينك هذا ليس نجاحا. سهر الأبناء خارج المنزل.هذا الذي يسمح لأولاده أن يأتوا في الساعة الثانية ليلا بعد منتصف الليل. أين كانوا ؟ هل يعلم الأب أين كانوا ؟ وماذا جرى في السهرة ؟ وماذا رأوا من أفلام؟وماذا أغراهم أصدقاؤهم من موبقات ؟ من أسباب الجريمة التفكك الأسري أب شارد أم غارقة في هموم زينتها وصديقاتها وابن صاحب رفقاء السوء.عندئذ الجريمة والانحراف يحدثان.إن نشر ثقافة المجتمع الآمن أو الأمن المجتمعي هي مسؤولية الجميع، ما من مشكلة يعاني منها المجتمع إلا ونحن جميعاً مسؤولون عنها أفراداً وجماعات ومنظمات وهيئات رسمية وهيئات غير رسمية . المجتمع كل متداخل فلا بد من وعي ولا بد من حركة نحو الإصلاح.غياب رسالة الأسرة غياب رسالة المدرسة والجامعة، المدرسة والجامعة مؤسسات تربوية وليست تعليمية فقط ، فإذا قصرناها على إلقاء العلم وأداء الامتحانات وغابت رسالتها التربوية فنحن في طريق الهاوية .أيها المسؤول أيها الأب أيها المعلم أيتها الأم عليكم مسؤوليات عظام.وحدة المجتمع تعتمد على منظومة القيم الاخلاقية والاجتماعية. هناك تحديات تهدد أمن مجتمعاتنا وقيمنا..أمننا الاجتماعي اليوم في أزمة هل نتداركه؟ أمننا الأخلاقي في خطر هل نحميه من التمزق؟؟؟

مشكور على هذا الموضوع الطيب
ننتظر المزيد من ابداعاتكم
تقبلوا مرورنا المتواضع

» أمننا الاجتماعي اليوم في خطر هل نحميه من التـمزّق؟
» اليوم والامس والغد
» اليوم جبت لكم طريق طبخة رمضانية حلوة
» المنتديات وسلبياتها وايجابياتها.
» تم نقل موضوع للنساء فقط الى قسم المرأة